للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} (١) أي: مترددون في قضاء حوائجكم (بآل) أي: أهل وأقارب (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ويحتمل أن يراد بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه (نساء كثير يشكون) إليهم (أزواجهن) من الضرب (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد طاف) قال في "المحيط": طاف بالبيت طوافًا وطوفانًا، وأطاف بهذا الأمر أي: أحاط به فهو مطيف (٢) (بآل محمد) يعني: نفسه كما تقدم (نساء كثير) بينه ابن ماجه في "سننه" بأنهن سبعون امرأة، ولفظه: فأمر بضربهن فضربوا، فطاف بآل محمد - صلى الله عليه وسلم - نساء كثير، فلما أصبح قال: "لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشكو زوجها" (٣). (يشكون أزواجهن) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليس أولئك) (. . .) (٤) يشكين أزواجهن (بخياركم) خياركم يعني أزواجهن، ولعله - صلى الله عليه وسلم - علم أنهن مظلومات، ويحتمل أن يعود الضمير على النساء، ولفظ ابن ماجه: "فلا تجدون أولئك"، يعني: لأنهن لم يصبرن على ضرب أزواجهن الذي رخص فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم لعظم حقهم عليهن، وقد تلطف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحسن عبارته وفصيح بلاغته حين لم يسميهن ولا ذمهن، بل أخبر أنهن لسن بالخيار ففهم المقصود من غير تصريح.

[٢١٤٧] (ثنا زهير بن حرب، ثنا عبد الرحمن بن مهدي) بن حسان الحافظ (ثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله الحافظ (عن داود بن عبد الله


(١) النور: ٥٨.
(٢) "المحيط في اللغة" للصاحب بن عباد (طوف).
(٣) سبق قريبًا.
(٤) بياض قدر كلمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>