للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله عقب بالمدينة، شرفها الله تعالى، وهو من كبار الصحابة.

(فقال سعد: أوصاني أخي عتبة) بن أبي وقاص أخو سعد لأبيه، شهد أحدًا مع المشركين، ويقال: هو الذي دمى رسول الله؟ ودمى رباعيته ودمى وجهه، ومات بعد ذلك كافرًا، إني (إذا قدمت مكة أن أنظر إلى ابن أمة زمعة) بسكون الميم وفتحها والسكون أشهر (فأقبضه) إليك (فإنه ابنه) على ما كان يعمل به في الجاهلية (وقال عبد بن زمعة) وللبخاري زيادة ولفظه: فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال: ابن أخي، قد عهد إلي فيه، فقام عبد بن زمعة (١). انتهى.

وقال عبد بن زمعة: هو (أخي من أبي) و (ابن أمة أبي، ولد على فراش أبي) استدل به الشافعي على أن الأخ يستلحق أخاه (٢)، ومنعه مالك وقال: لا يستلحق إلا الأب خاصة (٣)؛ لأنه لا يتنزل غيره منزلته في تحقيق الإصابة.

وقد اعتذر أصحاب مالك عن هذا الحديث الظاهر في الحكم بوجهين:

أحدهما: أن الحديث ليس نصًّا في أنه ألحقه به بمجرد شبه الأخوة، ولعل النبي - صلى الله عليه وسلم - علم وطء زمعة بطريق اعتمدها من اعتراف، أو وحي، أو نحو ذلك، فحكم بذلك لا باستلحاق الأخ.

الثاني: أن حكمه به لم يكن بمجرد الاستلحاق، بل بالفراش، ألا


(١) البخاري (٢٠٥٣).
(٢) "الأم" ٧/ ٦٢٤.
(٣) انظر: "الذخيرة" للقرافي ٩/ ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>