للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مني (وقد سقاني من بئر أبي عنبة) بكسر العين المهملة وبعدها نون مفتوحة وباء موحدة مفتوحة أيضًا وتاء تأنيث، قال في "النهاية": هي بئر معروفة بالمدينة عندها عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه لما سار إلى بدر (١) (وقد نفعني) في غير هذا، فهو من ذكر العام بعد الخاص، يريد أنها أرضعته وحضنته إلى أن جاء نفعه لي، واحتجنا إليه، يريد أن يأخذه مني.

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: استهما عليه) فيه إثبات القرعة والحكم بها لقوله تعالى: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ} (٢) قال أبو حيان: الظاهر أنها الأقلام التي للكتابة، قيل: كانوا يكتبون بها التوراة [فاختاروها للقرعة] (٣) تبركًا بها (٤) وقد تقدم زيادة. وفيه: أن الولد إذا استقل بنفسه وأكل وشرب بنفسه [ونفع أبويه] (٥) يقرع بينهما، فمن خرجت له القرعة أخذه، ولعل هذا فيما إذا تراضيا الأبوان بالقرعة، ولم أجد من قال بذلك.

(فقال أبوه: من يحاقّني) بتشديد القاف (في ولدي) كما تقدم، أي: ينازعني في حقي. يشبه أن يكون الأب لم يرض بالقرعة التي أرشد إليها - صلى الله عليه وسلم -، فإن أمره في قوله: "استهما عليه" أمر إرشاد، ولو كان أمر جزم وحكم لم يمكنه كلام بعد ذلك.

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -) زاد أحمد: "يا غلام" (٦) (هذا أبوك وهذِه أمك)


(١) "النهاية في غريب الحديث" (عنب).
(٢) آل عمران: ٤٤.
(٣) بياض بالأصل، وما أثبتناه من "البحر المحيط".
(٤) "البحر المحيط" ٣/ ١٥١.
(٥) بياض بالنسخة الخطية. والمثبت هو الأنسب للسياق.
(٦) "مسند أحمد" ٢/ ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>