للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسكون الصاد المهملتين، قال في "النهاية": هي برود يمنية يعصب غزلها، أي يجمع ويشد ثم يصبغ وينسج فيأتي موشيًا لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه صبغ يقال: برد عصبٍ. بالتنوين وبالإضافة، وقيل: العصب: برود مخططة، والعصب: الفتل، والعَصَّاب: الغزَّال، فيكون النهي للمعتدة عما صبغ بعد النسج. انتهى (١).

وقد علم أن عصبًا بمعنى معصوب، وأن إضافة ثوب إلى عصب من إضافة الموصوف إلى صفته، ووقع في "روض الأنف" للسهيلي عن أبي حنيفة - يعني: الدينوري -: أن العصب نبت لا يكون إلا باليمن (٢)، وذكر بعض أهل اليمن أنه من دابة بحرية تسمى فرس فرعون يتخذ منها الحرير وغيره، قال صاحب "المستعذب": وإنما يعصب السدي دون اللحمة (٣).

وإنما رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه؛ لأنه أكثر لباسهم، قاله السهروردي في "شرح المصابيح". (ولا تكتحل) بالجزم عطفًا على "تلبس" بإثمد لا طيب فيه؛ فإنه مما يتزين به، والمراد به الأسود سواء كانت المرأة بيضاء أو سوداء (ولا تمس) بفتح الميم (طيبًا إلا) في (أدنى) يعني: أول، وفي بعض نسخ البخاري: "إلى أدنى" (٤)، والأدنى هو بمعنى الأول (طهرتها) وفي البخاري: "طهرها" (٥) بدون تاء التأنيث،


(١) "النهاية في غريب الحديث" (عصب).
(٢) "الروض الأنف" ١/ ٢٤١.
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٤٩١.
(٤) ذكرها الكرماني في "شرحه" ١٩/ ٢٤٢.
(٥) "صحيح البخاري" (٥٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>