للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكون اللام بمعنى بعد كقولهم: كتبته لثلاث خلون، ومنه قوله تعالى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (١) (فإنا نصوم إن شاء الله لكذا وكذا) أي بعد ذهاب ثلاثين يومًا من وقت الرؤية (إلا أن تروا الهلال قبل ذلك) القدر فيعمل بالرؤية، وهذا موافق لمذهب الشافعي، والجمهور أن معنى (فاقدروا له) كمال العدة ثلاثين يومًا كما تقدم، وفي معنى هذا ما قاله أصحابنا: إنا إذا صمنا رمضان بقول عدل ولم نر هلال شوال بعد ثلاثين يومًا أفطرنا على الأصح وإن كانت السماء مصحية؛ لأن رمضان كمل ثلاثين كما كمل شعبان ثلاثين كما ذكر ابن عبد العزيز (٢).

[٢٣٢٢] (حدثنا أحمد بن منيع) بن عبد الرحمن البغوي (عن) يحيى بن زكريا (ابن أبي زائدة، عن عيسى بن دينار، عن أبيه) دينار مولى عمرو بن الحارث (عن) مولاه (عمرو بن الحارث) المصطلقي (ابن أبي ضرار) بكسر الضاد المعجمة.

(عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما) بتخفيف الميم أي: للذي (صمنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر) بالرفع خبر ما الموصولة (مما) ظرف زمان (صمنا معه ثلاثين) يومًا، وهكذا رواه ابن ماجه (٣) من حديث أبي هريرة: صمنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.

وكذا رواه الدارقطني بسندٍ صحيح عن عائشة (٤). وبهذه الأحاديث


(١) الإسراء: ٧٨.
(٢) انظر: "المجموع" ٦/ ٢٩٦، "شرح منهج الطلاب" ٢/ ٣٠٨.
(٣) "سنن ابن ماجه" (١٦٥٨).
(٤) "سنن الدارقطني" ٢/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>