للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر التعظيم [وبالغ في التقبيل في الصوم ناسب أن يؤدي بما فيه ذلك. قال ابن جني: إذا أردت المبالغة في الشيء والتعظيم] (١) لا بد لك أن تترك لفظا (٢) إلى لفظ، ولهذا أخرج نعم (٣) وبئس وفعل التعجب من قياسه وهو التصرف إلى صيغة ما لا ينصرف (٤).

ويحتمل أن تكون (مه) أصلها (ما) الاستفهامية حذفت ألفها وعوض عنها هاء السكت، والتقدير: فإذا كان التمضمض للصائم لا بأس فلأي شيء تستعظم التقبيل وأنت صائم، لكن لا يتأتى هذا إلا على تقدير حذف حرف الجر وهو اللام الداخلة على (٥) ما الاستفهامية، أو يكون على لغة من يجوز حذف ألف الاستفهام إذا لم تكن مجرورة؛ لأن المعروف أن ما الاستفهامية لا تحذف ألفها إلا إذا دخل عليها حرف جر. انتهى.

وذكر المزني من أصحاب الشافعي هذا الحديث في القياس، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "أرأيت لو تمضمضت ومججته" فقال: لا بأس. فقال: "ففيم؟ ! "، أي: ففيم تسأل؟ ! ، ثم قال المزني: فبين له بذلك أنه لا شيء عليه في التقبيل كما لا شيء عليه في المضمضة (٦)، انتهى.


(١) سقط من (ر).
(٢) في الأصل: ألفظا.
(٣) في الأصل: فعل. ولعل المثبت الصواب.
(٤) لم أقف على كلام ابن جني في كتبه المطبوعة التي بين يدي.
(٥) سقط من (ر).
(٦) نقله الزركشي في "البحر المحيط في أصول الفقه" ٧/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>