للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفتح وهي {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (١) وهي إنما نزلت عام الحديبية سنة ست وابتداء فرض الصيام كان في السنة الثانية وكان الصائم في ابتداء الصيام ممنوعًا في ليلة الصوم من الأكل والشرب والجماع بعد النوم، فيكون حديث عائشة هذا ناسخًا لحديث أبي هريرة، وكان أبو هريرة لم يبلغه فلما بلغه حديث عائشة عمل به.

وإلى دعوى النسخ ذهب ابن المنذر والخطابي وغير واحد (٢) والنسخ أولى من سلوك التزويج (٣) بين الخبرين.

ولعل هذا الرجل خطر بباله أن من غفر الله له ما تقدم [من ذنبه] (٤) وما تأخر يكون مسامحًا في بعض الممنوعات، وهذا يلزم منه إسقاط التكليف، ويدل عليه قوله (فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي لهذا الخاطر الذي خطر لهذا الرجل (وقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله) أي أكثركم خشية، والخشية الخوف، وفرق بعضهم بأن الخشية أشد الخوف، وقيل: الخوف التطلع لنفس الضرر، [والخشية التطلع لفاعل الضرر] (٥) وإنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد الناس خشية لأنه أعظم معرفة بالله تعالى (وأعلمَكم) بالنصب عطفًا على أخشاكم (بما أتبع) أي أتبعه من الوحي الذي أمرت باتباعه.


(١) الفتح: ٢.
(٢) "معالم السنن" للخطابي ٢/ ١١٥، وانظر: "فتح الباري" لابن حجر ٤/ ١٤٧.
(٣) في (ل): الترنح.
(٤) سقط من (ر).
(٥) سقط من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>