للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال: أَحْسِبُهُ قال: نعم يا رسول الله، قد قلتُ ذاك) وفي رواية لمسلم: فقلت: بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير (قال: قُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ) رواية مسلم: "لا تفعلن" (١). فنهى عن استمرار الصيام والقيام الذي كان التزمه لأجل ما تؤدي إليه المفسدة التي نبه عليها بقوله: "فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك .. " الحديث (٢).

(وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أيّامٍ) زاد البخاري وغيره: "فإن الحسنة بعشر أمثالها" (٣) (وَذاكَ مِثْلُ صِيامِ الدَّهْرِ) كله، لا تستلزم المثلية التساوي من كل وجه؛ لأنَّ المراد بها هنا أصل التضعيف دون التضعيف الحاصل بالفعل، لكن يصدق على فاعل ذلك أنَّه صام الدهر مجازًا (قال: قلت: يا رسول الله إِنّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ) في رواية مسلم: إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله (٤). (قال: صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْميْنِ) أي: ليتقوى بفطر اليومين على صيام اليوم الثالث.

(قال: قلت: إِنّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ) أي: إني أقدر على صيام أكثر من ذلك (قال: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيامِ) أي: من جهة حفظ القوة ووجدان مشقة العبادة وإذا كان أعدل في نفسه فهو عند الله أفضل وأحب (وَهُوَ صِيامُ داوُدَ) -عليه السلام - إنما أحاله على صوم أخيه داود؛ لأنه كان أعبد الناس كما في رواية مسلم، قال الله


(١) "صحيح مسلم" (١١٥٩/ ١٨٦).
(٢) "صحيح مسلم" (١١٥٩/ ١٨٨)، "المفهم" للقرطبي ٣/ ٢٢٤.
(٣) "صحيح البخاري" (١٩٧٦).
(٤) "صحيح مسلم" (١١٥٩/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>