للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والجمهور على جواز ذلك (١).

ويدخل في رجوعه من المصلى إلى معتكفه صلاة الصبح، فيؤخذ منه أن من انتقل من مصلاه إلى مكان آخر في المسجد فضيلة من صلى الصبح ثم جلس في مصلاه حتى يصلي ركعتين.

وأن المراد بالمصلى المسجد جميعه لا البقعة التي صلى فيها (٢) بعينه كما قال بعضهم (من المسجد) قد يؤخذ منه: أن المسجد شرط في الاعتكاف؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (٣).

[٢٤٦٦] (حدثنا هناد) بن السري، (عن أبي بكر) بن عياش المقرئ، (عن أبي حَصِين) بفتح الحاء عثمان الأسدي، (عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف كل رمضان عشرة أيام) وهو الأواخر كما تقدم، (فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا) قيل: السبب في ذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- علم بانقضاء أجله فأراد أن يستكثر من أفعال الخير ليبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمر ليلقوا الله على خير أعمالهم، لما في الحديث: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" (٤).

وقيل: السبب فيه أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل رمضان،


(١) "المفهم" ٣/ ٢٤٧.
(٢) في (ر) بها.
(٣) البقرة: ١٨٧.
(٤) رواه الترمذي (٢٣٢٩)، من حديث عبد الله بن بسر، (٢٣٣٠) من حديث أبي بكرة. وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني "صحيح الجامع" (٣٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>