للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خرّج له مسلم من حديث بشر بن المفضل عنه عن الزهري (١)، وكان كثير العلم شاعرًا فصيحًا (٢).

(عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: السنة على المعتكف) قال شارح "المصابيح": إن كانت أرادت السنة إضافة هذِه الأمور إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا فهي نصوص لا يجوز خلافها، وإن كانت أرادت به الفتوى على معنى ما عقلت من (٣) السنة فقد خالفها بعض الصحابة في هذِه الأمور، وسيأتي أن غير عبد الرحمن بن إسحاق لا يقول أنها قالت: السُّنَّة. فدل ذلك على احتمال أنها قالته فتوى منها ليس برواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (أن لا يعود مريضًا) إلا في طريقه إذا لم يعرج -كما تقدم- عن الطريق ولم يطل وقوفه فإنه لا يبطل اعتكافه على المشهور، وادعى الإمام إجماع الأصحاب عليه (٤).

(ولا يشهد جنازة) أي: الصلاة عليها. فيه: دليل لما قاله الجمهور وقطعوا به أن المعتكف لا يجوز له أن يخرج من المسجد لصلاة الجنازة، وبه قال عطاء وعروة ومجاهد والزهري (٥) ومالك (٦) وأصحاب الرأي (٧)، وأصح الروايتين عن


(١) "صحيح مسلم" (٢٢٢٥).
(٢) زيادة من (ل).
(٣) في (ر): عن، والمثبت من (ل).
(٤) قال في "نهاية المطلب" ٤/ ١٠٠: وقد أجمع أصحابنا على أن الوقفة القريبة لا تؤثر إذا لم تصر العيادة مقصودة.
(٥) رواه عنهم ابن أبي شيبة في "المصنف" (٩٧٣٦ - ٩٧٣٩).
(٦) "المدونة" ١/ ٢٩٣.
(٧) "الأصل" ٢/ ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>