للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هو مجاهدة النفس والهوى (١). وذلك حق الجهاد وهو الجهاد الأكبر على ما ورد في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في بعض غزواته: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" (٢).

وقيل: إن بعض الصالحين كتب إلى أخ له يستدعيه إلى الغزو فكتب إليه: يا أخي، كل الثغور مجتمعة في بيت واحد، والباب علي مردود فكتب إليه أخوه: لو كان الناس كلهم لزموا ما لزمته أختلفت أمور المسلمين وطمع الكفار؛ فلابد من الجهاد. فكتب إليه: يا أخي، لو لزم الناس ما أنا [عليه] (٣) لكانوا إذا قالوا في زواياهم: الله أكبر. تهدم سور قسطنطينية.

وجهاد اللسان: جهاد الربانيين والأحبار من العلماء؛ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسيأتي في أبي داود عن أبي سعيد،


(١) انظر "الكشف والبيان" ٧/ ٣٥.
(٢) أخرجه البيهقي في "الزهد" (٣٨٤)، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١٣/ ٤٩٣ من طرق عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر به. وقال البيهقي: إسناده ضعيف.
وقال الحافظ ابن حجر في "تسديد القوس": هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ١١/ ١٩٧: لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله، وجهاد الكفار من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان. ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على أنه من أفضل الأعمال، فكأنه رحمه الله يشير بذلك إلى استنكار تسميته بالجهاد الأصغر. انظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (٢٤٦٠).
(٣) زيادة لا يستقيم السياق بدونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>