للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجهاد (كحرمة أمهاتهم) أي: فكما يحرم على القاعدين التعرض لأمهاتهم بالريبة من لمس ونظر محرمين، كذلك يحرم التعرض (١) لنساء المجاهدين بالتعرض لريبة وغيرها، وكما يجب عليهم بر أمهاتهم والإحسان إليهن (٢) وقضاء حوائجهن التي لا تترتب عليها مفسدة، لكن لا يعطون حكمهن الأمهات في الخلوة بهن، وكذا حكم أولاد المجاهدين في حقوقهم كحكم أولادهم في البر والإحسان إليهم.

(وما من رجل من القاعدين يخلُف) بضم اللام، كقوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} (٣)، وفي معنى المجاهدين الحجاج والمرتحلون (٤) لطلب الحديث والعلم (رجلًا من المجاهدين في أهله) زاد في رواية مسلم (٥): "فيخونه فيهم إلا وقف له". انتهى.

(إلا نصب له يوم القيامة فقيل له: ) أي: قالت له الملائكة: (هذا قد خلفك في أهلك) فخانك فيهم (فخذ من حسناته ما شئت) رواية مسلم: "فيأخذ من حسناته ما شاء" (فالتفت إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) لعل سبب التفاته -صلى الله عليه وسلم- أن كلامه أولًا كان لمن يواجهه (فقال: ما ظنكم) ورواه النسائي وزاد (٦): "أترون يدع له من حسناته شيئًا؟ " وعلى هذا ففيه التفات


(١) في (ر): التعارض، والمثبت من (ل).
(٢) في الأصلين: إليهم، والمثبت أليق بالسياق.
(٣) الأعراف: ١٤٢. والآية في الأصلين دون قول: (وقال موسى لأخيه)، وقد أثبته لقبح البدء بـ {هَارُونَ اخْلُفْنِي}.
(٤) في الأصلين: المرتحلين والصواب ما أثبتناه.
(٥) "صحيح مسلم" (١٨٩٧).
(٦) "سنن النسائي الكبرى" (٤٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>