للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا لأنس لما قال هذا الكلام كما دعا في مقدمه المدينة لسعد بن أبي وقاص حين قال له: جئت أحرسك هذِه الليلة (١). وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو لمن صنع إليه معروفًا أو إلى الناس ويثني عليه.

(قال: فاركب) أي: فرسك لتحرس الجيش هذِه الليلة (فركب فرسًا له) امتثالًا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، أتى بفاء التعقيب؛ لتدل على سرعة امتثاله الأمر (وجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-) ذكر المجيء بعد أن كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- حاضرًا يدل على أنه لما ركب الفرس ذهب للحراسة فتذكر كثرة جماعة هوازن وشدة بأسهم، ورجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليؤكد عليه المقال الأول، وليسمع البشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم- ثانيًا، ويزداد يقينًا، ويثبت قلبه عند الحراسة من العدو، قال له: إن هوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا على حنين فأعاد له النبي -صلى الله عليه وسلم- القول (وقال: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله) كما تقدم (ثم قال) النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رآه رجع (من يحرسنا الليلة؟ ) لينظر هل هو باقْ على ما قال أولًا أو جبن عن الحراسة.

(قال أنس بن أبي مرثد) في المرة الثانية (أنا يا رسول الله) أمتثل ما تأمرني به والله تعالى يحرسكم ويحفظكم، وفيه جواز قول الإنسان لأستاذه وشيخه: أنا أفعل لك كذا. والرد على من منع من ذلك؛ لأن أنا من قول الشيطان، ولأن النبي كرهه ممن استأذن فقال: من أنت؟ فقال: أنا؟ فخرج النبي وهو يقول: من أنا من أنا. كالكاره له (٢). وإن


(١) رواه البخاري (٢٨٨٥)، ومسلم (٢٤١٠).
(٢) رواه البخاري (٦٢٥٠)، ومسلم (٢١٥٥) من حديث جابر بن عبد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>