للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شديدًا (فقتله) ومات منه (فقال أصحاب رسول الله في ذلك) إنما قتله سلاحه (وشكُّوا فيه) بتشديد الكاف المضمومة. أي: شكوا في أمره وحصول الأجر له، وقد بينه في "صحيح مسلم" فقال: وشكوا في بعض أمره هل هو شهيد أم لا، وقالوا (رجل مات بسلاحه) يعني: سيفه، وفي "صحيح مسلم" لما تصاف القوم، كان سيف عامر بن الأكوع - عم سلمة بن الأكوع - فيه قصر، فتناول به ساق يهودي ليضربه فرجع ذباب سيفه فأصاب ركبة عامر فمات منه (١).

قلت: فعلى هذا يستحب أن يكون السيف الذي يجاهد به طويلًا؛ لأن القصير ربما رجع على صاحبه إذا ضرب به ولم يصل إلى المضروب، فيرجع على صاحبه فيقتله كما وقع لعامر رحمه الله تعالى.

قال المنذري: ذكر [أبو عبيد القاسم بن سلام] (٢) أن لسلمة بن الأكوع أخوين أحدهما (٣) عامر، والآخر عباد.

وقال أبو القاسم البغوي: إن عامرًا أخا سلمة صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وحكى محمد بن سعد في "الطبقات الكبرى" (٤) إن أهبان بن الأكوع أسلم وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وصرح المنذري: والظاهر أنهما قصتان (٥). وزاد مسلم في "صحيحه": فلما فعلوا، قال سلمة وهو آخذ بيدي، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساكتًا قال: "مالك" قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا (٦) حبط عمله. قال: "من قاله؟ " قلت: فلان، وفلان، وأسيد


(١) "صحيح مسلم" (١٨٠٢).
(٢) من المطبوع.
(٣) ساقطة من (ر).
(٤) "الطبقات الكبرى" ٤/ ٣٠٨.
(٥) "مختصر سنن أبي داود" ٣/ ٣٨٣.
(٦) في (ل، ر): عامر. والمثبت من "صحيح مسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>