للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحنك بتمرة أو رطبة أو موزة فإن لم يكن فلعقة من عسل، وما لم تمسه النار أولى (فإذا هو في مِرْبَد) بكسر الميم وإسكان الراء وفتح الموحدة، وهو: الموضع الذي تحبس فيه الإبل، وهو مثل الحظيرة للغنم، فقوله هنا: "في مربد" يحتمل أنه أراد الحظيرة التي للغنم، فأطلق عليها اسم المربد مجازًا لمقاربتها، ويحتمل أنه على ظاهره، وأنه أدخل الغنم إلى مربد الإبل ليسمها فيه.

(يَسِم) بفتح الياء وكسر السين المهملة. قال أهل اللغة (١): الوسم أثر (٢) الكي، وأصل العلامة (غنمًا أحسبه) رواية مسلم (٣) (قال) شعبة وأكبر علمي أنه قال: في آذانها. فيه دليل على استحباب وسم الغنم (في آذانها) وأما البقر والإبل ففي أصول أفخاذها؛ لأنه موضع صلب، قال الشافعي (٤): يستحب كون مِيسَمِ الغنم ألطف من مِيسَمِ البقر ومِيسَمِ البقر ألطف من مِيسَمِ الإبل، واستحباب وسم نعم الزكاة والجزية هو مذهب الشافعي وجماهير العلماء (٥).

وقال أبو حنيفة: مكروه؛ لأنه تعذيب ومثلة، وقد نهي عن المثلة (٦).


(١) انظر: "المحكم والمحيط الأعظم" ٨/ ٦٢٧، "القاموس المحيط" ١/ ١٥٠٦، "لسان العرب" ١٢/ ٦٣٥.
(٢) في (ر): اسم، والمثبت من (ل).
(٣) "صحيح مسلم" (٢١١٩).
(٤) "الأم" ٢/ ٨٠.
(٥) انظر: شرح النووي على مسلم" ١٤/ ٩٩.
(٦) انظر: "التمهيد" ١٧/ ٢٣٢، و"شرح النووي على مسلم" ١٤/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>