للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على جنيبة من تلك الجنائب التي لا ينتفع بها، وقد كثر استعمال هذِه الجنائب حتى صار الأمير له نحو المآت من ذلك.

(وأما بيوت الشياطين) يعني التي دعتهم الشياطين إلى فعلها فأجابوا إلى اتخاذها، قال - صلى الله عليه وسلم -: (فلم أرها) وجدت، و (كان سعيد) بن أبي هند مولى سمرة بن جندب توفي بالمدينة في أول خلافة هشام بن عبد الملك، حكى المنذري (١) عن أبي حاتم الرازي (٢): أن سعيدًا لم يلق أبا هريرة، ثم قال: وفي كلام البخاري ما يدل على ذلك (٣).

(يقول: لا أُراها) بضم الهمزة، أي: أظنها -يعني: بيوت الشياطين (إلا هذِه الأقفاص) الكبيرة التي على هيئة قفص الطير مرتفعة، وأظنها التي تسمى بالمحفة (التي يسترها الناس بالديباج) ويحفونها به كما يحف الهودج بالثياب، وهذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - التي أخبر بها عن المغيبات، ثم وجدت بعده على الهيئة التي أخبر بها، فلله الحمد على أن جعلنا من أمته وعلى شريعته.

* * *


(١) "مختصر سنن أبي داود" ٣/ ٣٩٥.
(٢) "المراسيل" (ص ٢٨).
(٣) قال في "التاريخ الكبير" ٣/ ٥١٨: سمع ابن عباس، وعن أبي هريرة، وعن علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>