للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسماعيل بن جرير. (عن قَزْعة) قال النووي (١): هو بفتح القاف وفتح الزاي وإسكانها. ابن يحيى البصري.

(قال لي ابن عمر: هلُمَّ) أي: تعال. قال الخليل: أصله لم، تشدد من قولك: لمَّ الله شعثه أي: جمعه، كأنه أراد لم نفسك إلينا أي: اقْرُب، و (ها) للتنبيه، حذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعل اسمًا واحدًا يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث (٢)، قال الله: {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} (٣) أي: هاتوا (أُودعْك) بجزم العين؛ لأنه جواب الأمر (كما ودعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

فيه دليل على أنه يستحب للمسافر أن يودع أهله وأقاربه وجيرانه عند إرادة السفر، وفي رواية النسائي (٤) أن ابن عمر قال لقزعة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال لقمان الحكيم: إن الله إذا استودع شيئًا حفظه، وإني (أستودع الله) أي: أستحفظه (دينك) فقدم حفظ الدين على حفظ الأمانة (وأمانتك) قال الخطابي (٥): الأمانة هاهنا أهله ومن يخلفه منهم وماله الذي يودعه أمينه، وجرى ذكر الدين مع الودائع؛ لأن السفر موضع خوف وخطر، وقد يصيبه منه المشقة والتعب فيكون [سببًا] (٦) لإهمال


(١) "شرح النووي على مسلم" ٤/ ١٧٦.
(٢) "الصحاح" ٥/ ٢٠٦٠ (هلم).
(٣) الأنعام: ١٥٠.
(٤) "سنن النسائي الكبرى" (١٠٢٧٣).
(٥) "معالم السنن" ٢/ ٢٥٨.
(٦) ليست في الأصول، ويقتضيها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>