للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب في التولي يوم الزحف

[٢٦٤٦] (حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا) عبد الله (ابن المبارك، عن جرير بن حازم) بالحاء المهملة والزاي (عن الزبير بن خِرِّيت) بكسر الخاء المعجمة والراء المشددة البصري (عن عكرمة، عن ابن عباس قال: نزلت: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}) شرط بمعنى الأمر، أي: ليقاتل واحد منكم عشرة منهم، وفرار الواحد من العشرة من الكبائر، وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة في ثلاثين راكبًا فلقي أبا جهل في ثلاثمائة راكب (١).

(فشق ذلك على المسلمين) وثقل عليهم بعد مدة طويلة (حين فرض الله عليهم أن لا يفر واحد) ويصبر على القتال (من عشرة) من الكفار الذين يقاتلون على غير احتساب وطلب ثواب كالبهائم (ثم إنَّه) رحمهم و (جاء تخفيف) ونسخ لما تقدم، (فقال: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ}) قيل: كان فيهم قلة في الابتداء ثم لما كثروا بعدُ نزل التخفيف.

(قرأ أبو توبة) الربيع شيخ أبي داود الآية (إلى قوله: ) تعالى ({يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}) قال القاضي: المعنى في نظائره المائة المائتين: أن المسلم يقاتل على إحدى الحسنيين إما أن يقتل فيدخل الجنة، أو يسلم فيفوز بالأجر والغنيمة، والكافر يقاتل على الفوز بالدنيا فقط.

ومفهوم الآية: أنهم إذا زادوا على المثلين جاز الانصراف مطلقًا


(١) أخرجه ابن حبان في "الثقات" ١/ ١٤٢، وأورده ابن هشام في "السيرة النبوية" ٣/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>