للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه دليل على جواز النوم في المسجد والاتكاء، وكان له - صلى الله عليه وسلم - وسادة من أدم حشوها ليف (١). وفي رواية أحمد: حشوها إذخر (٢).

(في ظل الكعبة) فيه دليل على الجلوس والاتكاء في الظل كما قال تعالى حكايةً عن موسى: {ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ} (٣). (فشكونا إليه) أي: ما نحن فيه (فقلنا: ألا تستنصر لنا) بالتخفيف، معناه العرض وهو طلب بلين، ويقع للتحضيض وهو طلب بحب؛ لقوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} (٤) ويحتمل هنا المعنيين. (ألا تدعو الله لنا) يريد أن يكفينا الله عدوان الكفار علينا وهم بمكة قبل هجرتهم.

فيه طلب الاستنصار والدعاء في الأشياء المهمة والأمور المدلهمة من الإمام والرجل الصالح والوالدين ومن في معناهما.

(فجلس) من توسده (مُحْمَرّا وجهُه) بالرَّفع، أي: جلس وقد احمر وجهه من الغضب لعدم تصبرهم وتحملهم المشاق والآلام في دين الله ومبادرتهم إلى طلب النصرة والدعاء.

وفيه دليل على حدوث الغضب منه - صلى الله عليه وسلم -؛ لكن لا يخرجه الغضب عن مجاوزة حكم الشريعة وانتهاك حرمتها.

وقد يستدل بهذا الحديث من يقول: لا فائدة في الدعاء؛ فإن القضاء لا مرد له.


(١) البخاري (١٩٨٠)، ومسلم (١١٥٩).
(٢) لم أقف عليها عند أحمد أو غيره.
(٣) القصص: ٢٤.
(٤) التوبة: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>