للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-صلى الله عليه وسلم- انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير راذ إليهم إلا إحدى الطائفتين (١).

(فقالوا: ) فإنا (نختار) أن نأخذ (سَبْينا) زاد ابن هشام (٢): ما كنا نعدل بالأحساب شيئًا. فقال: "أما مالي ولبني عبد المطلب فهو لكم وسأسأل لكم الناس" (فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) فقال: "إذا صليت الصلاة فقوموا فقولوا: إنا نستشفع برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المؤمنين، ونستشفع بالمؤمنين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرد علينا سبينا". فلمَّا صلى القوم قالوا ذلك في الناس (فأثنى على الله تعالى)، زاد البخاري: بما هو أهله.

فيه دليل على أنه يستحب لكل خطيب ومدرس وواعظ ومتكلم أن يبتدئ بحمد الله تعالى، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ثم قال: أما بعد) حمد الله والثناء عليه. فيه دليل على استحباب أما بعد، بعد الحمد والصلاة في الخطبة وغيرها.

(فإن إخوانكم هؤلاء) لما أسلموا صاروا إخوانًا لهم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وفيه نوع استعطاف عليهم؛ لأنهم صاروا إخوانهم في الإيمان. (جاؤوا تائبين) أي: مسلمين كما في أول الحديث، والإسلام يهدم ما قبله (وإني قد رأيت) من المصلحة.

(أن أردَّ إليهم سَبْيهم) الذي حصل لي هبةً لهم مني؛ لأنهم لم يسلموا إلا بعد أن وقعوا في الأسر، ولو أسلموا قبل الأسر لأحرزوا أموالهم وأولادهم دون هبة.


(١) "صحيح البخاري" (٢٥٤٠).
(٢) "سيرة ابن هشام" ٢/ ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>