للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بخطه خف؛ لأن معناه جعل النفل.

قال في "المحكم": نَفَّلَهُ نَفْلاً، وَأَنْفَلَهُ إِيَّاهُ، أَوْ نَفَلَهُ بالتخفيفِ (١) (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا بعيرًا) قال السبكي: يجوز أن يكون من يجعل له النفل واحدًا أو جماعة، واستدل بهذا الحديث.

(ورواه بُرْد) بضم الباء الموحدة وإسكان الراء (بن سنان) أبو العلاء الدمشقي وثقه جماعة (٢) توفي سنة ١٣٥.

(عن نافع مثل حديث عبيد الله) بالتصغير (ورواه أيوب) بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص (عن نافع مثله) وكذا رواه الشافعي فإنه قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا في سرية إلى نجد فأصاب سهم كل واحد منها اثني عشر بعيرًا ونفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا (٣).

قال أبو داود: (إلا أنه قال: ونفلنا بعيرًا بعيرًا لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -) ورواية الشافعي المتقدمة عن أيوب وفيها ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فإن قيل: الرواية المتقدمة: ونفلنا أميرنا. وهو مصرح بأن الأمير هو الذي نفلهم، وهذِه الرواية: ونفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يدل على أنه هو المنفل؟

فالجواب: أن يجمع بينهما بأن الأمير لما نفل بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان


(١) "المحكم والمحيط الأعظم" ١٠/ ٣٨٠ وفيه: وَنَفَلَهُ بالتخفيف.
(٢) انظر: "الكاشف" ١/ ١٥٠.
(٣) رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" ٩/ ٢٢٩ من طريق المزني عن الشافعي به، وهو في "مسند أحمد" ٢/ ١٠ عن سفيان عن أيوب عن نافع به أيضًا، ورواه الحميدي أيضًا في "مسنده" (٧١١) عن سفيان به كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>