للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها الوفاء فيعظمونه به، والغادر فيذمونه ويلومونه بغدره (١).

قال القرطبي: وقد شاهدنا هذا عادة مستمرة فيهم إلى اليوم، فمقتضى هذا الحديث: أن الغادر يفعل به مثل ذلك (٢).

(يوم القيامة) ليشتهر بالخيانة والغدر فيذمه أهل الموقف، قال: ولا يتعدى أن يكون للوفي بالعهد يرفع له يوم القيامة لواء يعرف به وفاؤه بالعهد فيمدحه أهل الموقف، كما يرفع لنبينا محمد (٣) - صلى الله عليه وسلم - لواء الحمد فيحمده كل من في الموقف.

(فيقال: هذِه غدرة) بفتح الغين (فلان بن فلان) لما يعرفه أهل الموقف، وفي هذا بيان عظيم تحريم الغدر، لاسيما من صاحب الولاية العامة؛ لأن غدره يتعدى ضرره إلى خلق كثيرين، ولكونه غير مضطر إلى الغدر لقدرته على الوفاء، كما جاء في الحديث الصحيح في تعظيم كذبة الملك (٤)، وذكر القاضي عياض (٥) احتمال أن يكون المراد نهي الرعية في الغدر بالإمام فلا يشقوا عليه العصا. قال النووي: والصحيح الأول (٦).


(١) انظر: "شرح النووي على مسلم" ١٢/ ٤٣.
(٢) "المفهم" ٣/ ٥٢٠.
(٣) ساقطة من (ر).
(٤) وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم"، وذكر منها ... " ملك كذاب". رواه مسلم (١٠٧).
(٥) "إكمال المعلم" ٦/ ١٩.
(٦) "شرح النووي على مسلم" ١٢/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>