للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسكون اللام فيهما، وهو زجر للناقة إذا حملها على السير، يقال لها: (حل) ساكنة اللام فإذا كررت وقلت: (حل حل) كسرت اللام الأولى منونًا، وسكنت اللام الثانية كقولك: بخ بخ، وصه صه (١). (خَلأتِ) بفتح الخاء المعجمة وهمزة قبل التاء (٢). والخلأ في الإبل كالحران في الخيل (القصواء) الناقة التي قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك، وإنما كان لقبًا لها، وقيل كذلك.

(مرتين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما خلأت وما ذاك لها بخُلُق) بضم الخاء واللام، أي: عادة سبقت.

(ولكن حَبَسَها حابس الفيل) أي: الذي حبس الفيل عن دخول مكة، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} (٣).

ووجهه أنه لو دخل - صلى الله عليه وسلم - عامئذٍ لم يؤمن وقوع قتال كبير، وقد سبق في العلم القديم إسلام جماعة منهم؛ فحبس عن ذلك كما حبس الفيل؛ إذ لو دخل أصحاب الفيل مكة قتلوا خلقًا كثيرًا، وقد سبق العلم بإيمان قوم، فلم يكن للفيل عليهم سبيل فمنع سببه، كذا قالوا (٤).

ويمكن أن يقال أنه - صلى الله عليه وسلم - كان خرج إليهم على أنهم إن صدوه عن البيت قاتلهم فصدوه وبركت الناقة، فعلم أنه أمر من الله، فقاضاهم على اعتمار العام القابل.


(١) زيادة من (ل).
(٢) زيادة من (ل).
(٣) الفيل: ١.
(٤) انظر: "كشف المشكل" لابن الجوزي ٤/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>