للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشعر، وهو دليل على جواز حلق عانتها وإبطها بالموسى وإن كان النتف أفضل (المُغِيبة) بضم الميم وكسر الغين المعجمة. التي غاب عنها زوجها وهو من أغابت تغيب فهي مغيبة، فالمراد بها من طالت غيبة زوجها، فأما من كان سفره قريبًا تتوقع امرأته حضوره فلا، ويؤيده في رواية مسلم: "إذا أطال الرجل الغيبة" (١). وفيه: من الفقه أن المرأة ينبغي لها أن تتحسن، وتتزين، وتتطيب، وتتصنع للزوج بما أمكنها. وتجتهد في أن لا يرى منها الزوج ما تنفر نفسه منها (٢) بسببه من الشعث والوسخ وغير ذلك. والظاهر أن الزوج كذلك، ويدل عليه قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} (٣). حكى المنذري عن بعضهم هذا، وإن كان يشير إلى أنَّه سنة فلا أصل له ولا هو من الحديث، وإنما أشار في الحديث إلى ما جرت به عادتهن غالبًا.

(قال الزهري: والطرق) بإسكان الراء (بعد العشاء) أي: بعد غروب الشمس، وأصل الطرق الضرب، وسمي الآتي بالليل طارقًا؛ لأنه يطرق الباب، ومنه المطرقة، وأما قوله: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} (٤) فقال ابن عطية (٥): معنى الآية: والسماء وجميع ما يطرق فيه من الأمور والمخلوقات.

(قال أبو داود) وأما إتيان المسافر (وبعد المغرب فلا بأس به).


(١) "صحيح مسلم" (٧١٥/ ١٨٣).
(٢) زيادة من (ل).
(٣) البقرة: ٢٢٨.
(٤) الطارق: ١.
(٥) "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>