للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(عن جده المقدام بن معدي كرب) بن عمرو الكندي أبي كريمة -رضي الله عنه - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب على منكبه) ليكون أبلغ في وعيه لما أمره به من الموعظة وأجمع لفهمه، والمنكب مجتمع رأس العضد والكتف، وهو مما يعتمد عليه (ثم قال له: أفلحت يا قديم) بضم القاف وفتح الدال مصغر مقدام، وهذا تصغير ترخيم، وهو تصغير الاسم بتجريده من الزوائد، كما في تصغير محمود: حميد، وفيه دليل على جواز تصغير وترخيم الاسم في النداء إذا لم يكره ذلك المنادى ولم يتأذ بذلك، ومنه ما رواه الإمام أحمد (١) عن عائشة قالت: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مسند فخذه إلى عثمان، وإني لأمسح العرق عن جبينه، وإن الوحي ينزل عليه وهو يقول: " اكتب عثيم .. " الحديث.

(إن مت ولم تكن أميرًا) وهو أصل عظيم في اجتناب الولايات لمن يخاف عليه عدم القيام بحقوقها، وأما من كان أهلًا للإمارة وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة كحديث: "إن المقسطين على منابر من نور" (٢).

(ولا كاتبًا) فيه تحذير من الكتابة لما فيها، والكاتب إما أن يكتب على الجزية أو المواريث أو الأوقاف، أو على خراج المسلمين، أو على بياع من التجار ونحو ذلك، وهذا فيمن لا يقدر على الخلاص فيها.


="الضعفاء والمتروكين" لابن الجوزي ٢/ ٥١، "الجوهر النقي" لابن التركماني ٩/ ٣٢٩.
(١) في "المسند" ٢٣/ ٢٢٨ (٢٦١٣٠).
(٢) أخرجه مسلم (١٧٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>