للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لا بد من) أخذ (صدقة) وهي الزكاة الواجبة عليكم (فقال: ) يا رسول الله (إنما زرعنا القطن يا رسول الله) ولم نزرع غيره (وقد تبددت) أهل (سبأ) بفتح الهمزة غير منصرف على الأشهر أي: تفرقوا في كل وجه من البلاد كما قال الله تعالى {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} (١).

وقد روى فروة بن مسيك المرادي (٢) قال رجل: يا رسول الله ما سبأ؟ قال: "رجل ولد له عشرة ولد من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون (٣) وحمير وكندة ومذحج وأنمار". فقال: يا رسول الله: وما أنمار؟ قال: "الذين منهم خثعم وبجيلة". أخرجه الترمذي (٤).

فلما ظلموا أنفسهم وفرقهم الله تعالى فأما غسان فلحقوا بالشام، وأما الأزد فإلى عثمان، وخزاعة إلى تهامة، ومر الأوس والخزرج إلى يثرب، وكان الذي قدم منهم المدينة عمرو بن عامر جد الأوس والخزرج.

(ولم يبق منهم إلا القليل بمأرب) بفتح الميم وبعد الألف راء مهملة مكسورة وباء موحدة، وقيدها بعضهم بالهمز وهي مدينة باليمن، كان بها دار بلقيس، وكان لنهرهم سد بنته بلقيس بالصخر والقار بين الجبلين وجعلت به ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة عظيمة،


(١) سبأ: ١٩.
(٢) "الإصابة" ٥/ ٣٦٨.
(٣) في (ر): الأشعرون. وفي (ل): الأشقرون. والمثبت من (ع) ومن "سنن الترمذي".
(٤) (٣٢٢٢) وقال الترمذي: حسن غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>