صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعثوا إليه على أن يحقن لهم دماءهم ويخلوا له الأموال، فكانت خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يأتي منها من الأموال من كسوة وطعام وغير ذلك (أهداهن إلى عظيم) فدك، أي: أهداهن الذي يعظمه أهل فدك وتقدمه للرياسة عليها، وفيه نوع إكرام بقوله - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: "أمرت أن أنزل الناس منازلهم"، و (فدك) بفتح الفاء والدال المهملة اسم قرية بخيبر بينها وبين المدينة يومان.
وفي الحديث دليل على جواز قبول الإمام هدايا أهل الكتاب، وقد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - هدية المقوقس مارية والبغلة، وأهدى له أكيدر دومة فقبل منه (١).
(فاقبضهن) فيه: أن الهبة لا تصح إلا بالقبض ممن يصح قبضه (واقض دينك) منهن وما عليهن من الأحمال (ففعلت، وذكر الحديث) بطوله (قال: ثم انطلقت إلى المسجد) للصلاة فيه (فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في المسجد، فسلمت عليه) بعدما صليت تحية المسجد؛ فإن تحية المسجد مقدمة على السلام على من فيه، بدليل حديث الأعرابي: فصليت ركعتين ثم جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (فقال: ما فعل ما قبلك؟ ) بكسر القاف وفتح الموحدة أي: ما هو في جهتك. فيه السؤال عن حال الإنسان وما يعتريه من دين وهم وعيال ونحو ذلك.
(قلت: قد قضى الله تعالى كل شيء كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من الدين (فلم يبق) عليه (شيء) منه.