للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ما أَجْوَدَ) بِنَصْب (١) الدَّال على التعجُّب.

(هذِه) يعني: هذِه الكلمة أو الفائدة العَظيمة أو البشارة أو العبارَة وجَودَتها من جهَات منها: أنها (٢) سَهْلة مُتيسرة (٣) يقدر عليها كل أحد بلا مشقة. ومنها: أن أجْرها عظيم عند الله تعالى وكيف لا وهي مُوجبَة للخُلود في الجَنة والنجَاة مِن النار.

(فَقَالَ رَجُلٌ بَيْن يَدَيَّ) أي: حَاضِر كلامي: الكلمة (الَّتِي قَبْلَها يا عُقْبَةُ أَجْوَدُ) بالرَّفع خَبَر المبتَدأ، وفي نسخة الخَطيب بزيادة: (منها فَنَظَرْتُ) القائل.

(فَإِذا هُوَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رضي الله عنه- فَقُلْتُ) نُسخة الخَطيب قلتُ: (ما هِيَ الكَلِمة يا أَبا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ: آنِفًا) أي: قريبًا مِنَ الآن، وهو بالمد على اللغة المشهُورة وبالقصر على لغة صَحيحة، قرئ بها في السبع (٤).

(قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ) فقال: (ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الوضُوءَ) رواية مُسْلم: فيسْبغ الوضوء أو يبلغ الوضوء (٥)، والإسبَاغ والإبلاغ بِمعنى واحِد، والمُرَاد: يتمه ويكمله فيوصله مَواضعه على الوَجْه


(١) في (م): نصب.
(٢) سقطت من (م).
(٣) في (ص، ر، ل): مبشرة.
(٤) قرأ بالقصر في قوله تعالى: {مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: ١٦] ابن كثير، وحده، وقرأ الباقون بالمد. "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٠).
(٥) "صحيح مسلم" (٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>