للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أرأيت لو كان لك إبل فهبطت (١) بها واديًا له عدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت (٢) الجدبة رعيتها بأمر الله. إلى هنا ليس للخطيب (٣).

(قال) فجاء (عبد الرحمن بن عوف) وكان متغيبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علمًا، قال عبد الرحمن -رضي الله عنه- (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تَقدَموا) بفتح التاء والدال المخففة (عليه) فيه منع القدوم على الطاعون والأرض التي فيها الفساد، وفيه اجتناب أسباب الهلاك كيفما أمكن (وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه) أي: فإذا خرج لحاجةٍ يريدها أو سفر يقصده فلا بأس. قال أبو داود: (يعني) من (الطاعون) فيه المنع من الفرار منه إذا وقع وهم بها، وعمل بظاهر هذا الحديث عمر والصحابة معه، فلما رجعوا من سرغ حين أخبرهم عبد الرحمن بن عوف بهذا الحديث.

قالت (٤) عائشة: الفرار من الوباء كالفرار من الزحف (٥). وإنما نُهي


(١) في الأصل: (فهبط) والمثبت من "صحيح مسلم".
(٢) في (ر): رعيتها.
(٣) أي: أن قصة عمر ووباء الشام لم ترد في رواية الخطيب. وقال شعيب في نشرته للسنن ٥/ ٢: تنبيه: هذا الحديث جاء في (ب، هـ) مختصرا بالمرفوع منه فقط ليس فيه قصة عمر. وأشار الحافظ في نسخة المرموز لهاب (أ) ومنه أثبتنا الحديث بتمامه إلى أنه كذلك في رواية ابن الأعرابي وابن داسة مختصر بالمرفوع منه وحسب.
(٤) في (ر): قال:
(٥) رواه إسحاق بن راهويه في "المسند" (١٧٠٩)، وابن الأعرابي في "معجمه" (٢٣٩١) ورواه بنحوه أحمد ٦/ ١٤٥، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٤٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>