للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاعل أي: غضبان، قال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا} (١) يقال: أسفني فأسفت أي: أغضبني فغضبت، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}، وقال تعالى: {غَضْبَانَ أَسِفًا} (٢)، ويقال: أسيف بزيادة ياء بعد السين. والأسف: الغضب والحزن، وفرق بينهما الواحدي فقال: إذا جاءك ما تكره ممن هو دونك غضبت، وإذا جاءك ممن هو فوقك حزنت. والمراد بالغضب انتقام الله ممن عصاه، كما أن الرضا منه ظهور رحمته ولطفه لمن أطاعه؛ لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير بالرضا والغضب (٣)، ونظير الحديث قوله تعالى: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} (٤).

وروى البيهقي عن ابن مسعود وعائشة: إن موت الفجأة راحة المؤمن، وأخذة أسف للفاجر. ورواه مرفوعًا أيضًا.

وذكر المدائني أن إبراهيم عليه السلام وجماعة أنبياء ماتوا فجأة (٥).


(١) الزخرف: ٥٥.
(٢) الأعراف: ١٥٠.
(٣) انظر: "شرح مسلم" للنووي ٣/ ٦٨ - ٦٩، وهذا تأويل لصفتين من صفات الله تعالى، ومذهب أهل السنة هو إثبات الصفات كما جاءت عن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بدون تأويل، فنقول: يرضى ويغضب كما يليق به سبحانه فهو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(٤) القمر: ٤٢.
(٥) انظر: "المجموع شرح المهذب" للنووي ٥/ ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>