للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الألف علامة التثنية مع ظهور الفاعل وهو رجلاه، وهذِه لغة أكلوني البراغيث. وقد جاء في الحديث الصحيح: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" (١). واللغة المشهورة أن يقال كما في الصحيح: خرجت رجلاه (٢). والله تعالى أعلم.

(وإذا غطينا رجليه خرج رأسه) فيه ما كانت أكابر الصحابة -رضي الله عنهم - من شدة العيش في المؤنة وكثرة الخشونة (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غطوا بها رأسه) قد يستدل به على أن الكفن من رأس المال، وهو قول عامة علماء الأمة، إلا ما حكي عن طاوس أنه من الثلث [إن كان المال قليلا (٣)، وإلا ما حُكيَ عن بعض السلف أنه من الثلث] (٤) على الإطلاق (٥)، ولم يتابعا على هاتين المقالتين. وفيه أن الكفن إذا ضاق عن ستر الميت كان تغطية رأسه ووجهه أولى إكرامًا للوجه وسترًا لما يظهر عليه من تغير محاسنه (٦)، وإن ضاق عن الوجه والعورة بدئ بالعورة؛ لأن سترها واجب وستر غيرها ليس بواجب. وقد استدل به لما قاله الجمهور أنه يجزئ من الكفن ما يستر العورة كالحي (٧).

فإن قيل: لعل مصعبًا لم يكن له سوى النمرة، كما هو ظاهر الحديث


(١) رواه البخاري (٧٤٢٩) ومسلم (٦٣٢).
(٢) "صحيح البخاري" (١٢٧٦)، "صحيح مسلم" (٩٤٠).
(٣) رواه عبد الرزاق ٣/ ٤٣٥ (٦٢٢٦).
(٤) سقط من (ر).
(٥) رواه عبد الرزاق ٣/ ٤٣٥ (٦٢٢٥) من قول خلاس بن عمرو.
(٦) في (ر): نجاسته.
(٧) انظر: "إكمال المعلم" ٢/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>