للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ولم يُعْزَم علينا) بضم الياء وفتح الزاي، أي: لم يجعل ذلك النهي عزيمة علينا، أي: لم يحرمه علينا ولم يشدد علينا فيه، وظاهره أنه نهي تنزيه. وإنما قالت: ولم يعزم علينا. لأنها فهمت من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النهي إنما أراد به ترك ما كانت الجاهلية تقوله من الهجر وزور الكلام وقبيحه، ونسبة الأفعال إلى الدهر، فهي إذا تركت هذا المعنى ودعت للميت وترحمت عليه جاز.

قال المهلب: وهذا الحديث يدل على أن النهي من النبي - صلى الله عليه وسلم - درجات: منه نهي تحريم ونهي كراهة ونهي تنزيه (١). وهذا يدل على أن الأوامر تحتاج إلى معرفة تلقي الصحابة لها وكيف تتقبل منه (٢).

* * *


(١) عنه ابن بطال في "شرح البخاري" ٣/ ٢٦٨.
(٢) انظر: المصدر السابق ٣/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>