للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو الحسَن البكاء أخرج له البخاري.

قالَ يحيى بن أكثم: أدخلته على المأمون فتبسَّمَ ثمُ بَكى، فقال: أدخَلت عليَّ مجنونًا. قلت: هذا خَير أهل الشَام وأعلمهم بالحديث.

قال: (ثَنا شُعَيبُ (١) بْنُ أَبِي حَمْزَةَ) بالحَاء المهملة (٢) والزاي واسْمه دينار القرشي الأموي مَولاهُم (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِر قَالَ: كَانَ آخِرَ) بنَصب آخر (الأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تَرْكُ) بالرَّفع اسمُ كَانَ (الْوضُوءِ مِمّا غَيَّرَتِ النارُ) أي (٣): بالطبخ والنضج والشيِّ وغَير ذلك، ويبينه رواية: "ترك الوضوء مما مَسته النار" (٤). وتأوله بَعضهم على أن آخر الأمرين معَناه آخِر الأمرين مِنَ الصَّلاتين لا مُطلقًا وممن قَال بهذا القَول أبُو داود وغَيره فعندهم أن أحَاديث ترك الوضُوء مَنسُوخة بأحَاديث الأمر به.

قال النووي بعَد حكاية هذا عنهم: وهذا الذي قالوهُ ليس كما زعَموهُ، وتأويلهم حَديث جَابر خلاف الظاهِر بغَير دليل فلا يقبل (٥).

قالَ: والجمهُور على أن ترك الوضوء منسوخ بحديث جَابر (٦) هذا، وهو حديث صحيح رواهُ النسَائي، وغَيره من أهل السنن (٧) بالأحاديث


(١) كتب فوقها في (د): ع.
(٢) من (د، م).
(٣) من (د، م).
(٤) رواه النسائي ١/ ١٠٨، وابن خزيمة (٤٣)، وابن حبان (١١٣٤).
(٥) "المجموع شرح المهذب" ٢/ ٥٨.
(٦) "شرح النووي على مسلم" ٤/ ٤٣.
(٧) في (ص) السير.

<<  <  ج: ص:  >  >>