للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لذيذًا يطيب أكله يُقال: طابَ الشيء يطيبُ طيبًا إذا صَارَ لذيذًا.

(قَالَ: نَعَمْ) وأفديك (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَتَنَاوَلَ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مِنْهَا بَضْعَةً) بفتح البَاء القطعة مِنَ اللحم، وقد تكسَر، وفيه حَذف تقديرهُ: فوضع قطعة اللحم في فيه، وفيه الأكل من طعَام الصَّديق، وإن لم يَأذَن إذنًا صريحًا؛ إذا عَلِم أو ظنَّ طيب نفسه به (فَلَمْ يَزَلْ يَعْلُكُهَا) بضَم اللام أي: يمضغَها بفيه وهو مَاش.

(حَتَى أَحْرَمَ بِالصَّلَاةِ) فيه جَوَاز مضغ اللحم والطعَام الذي في مَعناهُ وهو مَاش، وهذا مخصص للنهي (١) عن الأكل مَاشيًا لما في "صحيح مُسْلم" لما نهى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب قائمًا (٢).

قالَ قتادة: فقلنا، يَعني: لأنس: فالأكل مَاشيًا؟ قال: أشر وأخبث (٣). هكذا ثبتتَ في أصُول مُسْلم: أشر. بالهمزة.

والمعرُوف في كتاب الله تَعالى وفي العَربية شَرٌّ بغَير ألف، قال اللهُ تعَالى: {شَرٌّ مَكَانًا} (٤).

(وَأَنا أَنْظُرُ إِلَيْهِ) يعني: لم يتوضأ ولا (٥) تمضمض مِنَ اللحم، ولا مس ماء. وفيه مراقبة أهل العلم في أفعَالهم وأقوالهم ليقتدوا بهم.

* * *


(١) في (ص): ينتهي.
(٢) "صحيح مسلم" (٢٠٢٤) من حديث أنس، (٢٠٢٥) من حديث أبي سعيد.
(٣) "صحيح مسلم" (٢٠٢٤/ ١٣).
(٤) الفرقان: ٣٤.
(٥) في (س، ل): ولم.

<<  <  ج: ص:  >  >>