للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخار من أهل الربا والبخار إذا ارتفع انتشر في الجو وأصاب [كل من كان (١) حاضرًا وإن لم يكن أكل منه شيئًا (٢)؛ ولهذا (قال) محمد (بن عيسى) في تفسير البخار (أصابه من غباره) ووجه الشبه بينهما أن الغبار إذا ارتفع من الأرض أصاب كل من كان حاضرًا وإن لم يكن أثاره كما يصيب البخار إذا انتشر من كان حاضرًا وإن لم يتسبب فيه بل كان مارًّا في الطريق، وهذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وإخباره عن المغيبات فقل من يسلم في هذا الزمان من أكل الربا حقيقةً فضلًا عن البخار والغبار. وسبب كثرته في هذا الزمان قلة العلم وكثرة الجهل بأحكام الربا ومعرفة أقسامه، فنجد المتدين (٣) في بيعه يأكل منه وإن لم يعرف أنه ربا ويأثم آكله إذا نسب إلى تقصير، فمن باع واشترى ولم يعرف أحكام الربا أكل الربا شاء أم أبي (٤).

[٣٣٣٢] (حدثنا محمد بن العلاء، أنبأنا) عبد الله (ابن إدريس) بن يزيد الكوفي أحد الأعلام، كان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، وكان بينه وبين مالك صداقة، وقد قيل: إن (٥) جميع ما يرويه مالك في "الموطأ": بلغني عن علي أنه سمعها من ابن إدريس.


(١) في (ل): من كل.
(٢) انظر: "فيض القدير" ٥/ ٣٤٦.
(٣) في (ر): المتعين.
(٤) انظر: "شرح مسلم" للنووي ١١/ ٢٩.
(٥) في (ر): إنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>