للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يدخل في هذا الدعاء ما قاله الغزالي وغيره: إن أخبث أنواع الغيبة ما يقع من المنسوبين إلى الصلاح الذين يظهرون من أنفسهم التعفف عن الغيبة بنقض المذكور بلفظ الدعاء فيقولون: فلان تاب الله عليه، وأصلح الله حاله وغفر له. فيظهرون الدعاء ومقصودهم خلافه، والله تعالى (١) مطلع على ضمائرهم ولا يدرون أنهم تعرضوا لمقت (٢) أعظم مما يتعرض له الجهال إذا جهروا بالغيبة (٣). فإن الصحابة أعظم.

(أنا والله أعلم بالحديث منه) فيه جواز مدح الإنسان نفسه؛ للتمسك بقوله، والحث على العمل بما يقوله؛ لما في ذلك من المصلحة الشرعية، والرجوع عما يخالف ما يقوله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم" (٤). وقال يوسف عليه السلام: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (٥)، وقال ابن عباس لما سئل عن البدنة إذا أزحفت (٦): على الخبير سقطت (٧). (إنما أتاه رجلان. قال مسدد) هما (من الأنصار، ثم اتفقا) فقالا: رجلان (قد اقتتلا) يعني على المزارعة.

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن كان هذا) يعني الاقتتال عليها من (شأنكم فلا تكروا المزارع) جمع مزرعة وهي الموضع الذي يزرع فيه، أي: لا


(١) ساقطة من (ع).
(٢) في (ع): المقت.
(٣) انظر: "إحياء علوم الدين" ٣/ ١٤٥.
(٤) رواه مسلم (٢٢٧٨) من حديث أبي هريرة.
(٥) يوسف: ٥٥.
(٦) بياض في (ر).
(٧) رواه مسلم (١٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>