للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عاطفة على مصدر متوهم، وهذا من العطف على التوهم، ولذلك اشترط أن يكون قبلها فعل أو اسم في معنى الفعل؛ حتى يدل على المصدر المتوهم. فإذا قلت: لألزمنك أو تقضيني حقي فالتقدير: ليكونن مني لزومٌ (١) لك أو قضاء منك لحقي، فقد جاءت (أو) لأحد الشيئين كما هو مقدر لها عن العطف (٢).

وعلى هذا التقدير فـ (ما) في هذا الحديث الداخلة على (لم) زمانية (٣)، والتقدير: المتبايعان يستمر لهما خيار المجلس ما دام المتبايعان مجتمعين في مجلس العقد، أو قال أحدهما للآخر: اختر، والمعنى: أن الخيار يستمر بأحد شيئين: اجتماع في المجلس، أو قول أحدهما للآخر: اختر. ومثل هذا الحديث قول الشاعر:

فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا

فإن المعنى فيه: فسر والتمس الغنى، يكن لك عيش في يسار، أو موت قبل إدراك اليسار فتعذر، إذ لم يكن منك عجز وتقصير، فهي هنا لأحد الشيئين.

وهذا عطف على مصدر متوهم سبك من قوله: تعش ذا يسار ولو (٤) عطف على تعش ذا يسار فجزم، وقال: أو تمت؛ لكان المعنى صحيحًا


(١) في (ر، ل): لزوما. ولعل المثبت هو الصواب.
(٢) انظر: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري ص ٦٢٤.
(٣) في (ل): الزمانية.
(٤) مطموسة في (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>