للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيبها، كما في الحديث قبله (بمُهلَكٍ) بضم الميم وفتح اللام، أي: مهلك اسم لمكان الهلاك من أهلك، وهي قراءة الجمهور في قوله تعالى: {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} (١)، وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام (٢)، أي: ما شهدنا مكان هلاكه ولا زمان هلاكه.

(فأحياها رجل) أي: بسقيها وعلفها وإراحتها، والحياة مجاز. وقد حضرت يوم كتابة هذا الحديث أول مجلس تكلم فيه الشيخ محمد البرماوي على الفقه في المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف في التاسع والعشرين من شوال عام ثلاثين وثمانمائة، وابتدأ بإحياء الموات من "المنهاج" فذكر للإحياء (٣) خمسة عشر معنى واحد منها حقيقة، والباقي (٤) مجاز، وعد منها هذا المعنى واستشهد له بشعر من كلام العرب ولم يستحضر هذا الحديث وعد منها أنها تأتي بمعنى الغنى، والموت بمعنى الفقر وبمعنى اليقظة، والموت بمعنى النوم، والإحياء بمعنى عمارة الأرض، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحيا أرضاً (٥) ميتةً" (٦) (فهي لمن أحياها) تقدم أن حكم هذِه الدابة حكم اللقطة فتكون اللام هنا في قوله (فهي لمن أحياها) كاللام في حديث اللقطة: "فهي لك" (٧)


(١) النمل: ٤٩.
(٢) انظر: "التيسير في القراءات السبع" لأبي عمرو الداني ص ١٤٤.
(٣) في (ر): الإحياء.
(٤) في (ر): والثاني.
(٥) سقطت من (ر).
(٦) سبق برقم (٣٠٧٣).
(٧) سبق برقم (١٧١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>