كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان

أبواب الإجارة - ٥٣ - باب في الرقبى - ج: 14 - ص: 565

أعمر شيئًا أو أرقبه فهو له حياته ومماته"، رجاله ثقات (١)، لكن اختلف في سماع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر، وصرح به النسائي من طريق آخر (٢). قال الماوردي: اختلف إلى ما توجه النهي؟ فالأظهر أنه يتوجه للحكم، وقيل: يتوجه إلى اللفظ الجاهلي والحكم المنسوخ، وقيل: النهي إنما يمنع صحة ما يفيد المنهي عنه هذا إذا حمل النهي على التحريم، فإن حُمِل على الكراهة أو الإرشاد لم يحتج إلى ذلك، والقرينة الصارفة ما ذكر في الحديث من قوله: "العمرى جائزة" (٣).

(ولا تُرقِبوا) بضم أوله وكسر ثالثه كما تقدم (فمن أرقب شيئًا فهو سبيلُهُ) (٤) مبتدأ وخبر، والجملة اسمية في موضع خبر (٥) المبتدأ الذي هو اسم شرط في قوله: "فمن". وإذا وقعت الجملة خبر المبتدأ فلا بد لها من رابط وهو هنا هذا الضمير الذي في "سبيله". وأما معنى تسبيله: فهو طريقه وسببه (٦) الذي انقطع به عما أرقبه، وبه سمى الله تعالى ابن السبيل في آية الزكاة؛ لانقطاعه عن ماله.

[٣٥٦٠] (حدثنا عبد الله بن الجراح) (٧) بن سعيد بن القهستاني أحد

---

(١) "المجتبي" ٦/ ٢٧٣، "السنن الكبرى" ٤/ ١٣٠ (٦٥٦٤).
(٢) "المجتبي" ٦/ ٢٧٣، "السنن الكبرى" (٦٥٦٥). فقال: ... عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر، ولم يسمعه منه.
(٣) رواه البخاري (٢٦٢٦)، ومسلم (١٦٢٦) من حديث أبي هريرة. وانظر: "فتح الباري" ٥/ ٢٤٠.
(٤) بعدها في (ل): رواية: في سبيله.
(٥) سقط من (ر).
(٦) في (ر): وسنته.
(٧) سقط من (ل).