للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معه في المسجد، فالتفت إلى وقال: يا طوسي، تحول إلى أخيك فتعش عنده. فقلت في نفسي: صمت أربعة وأفطر على ما لا أعلم. فسكت عني، ثم قال: تقدم إلى. فتحاملت وما لي تحامل من شدة الضعف، فأخذ كفي فأدخلها في كمه فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة فأكلتها، فوجدت فيها طعم كل طعام طيب، واستغنيت بها عن الماء، وما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة، [ثم أنشدكم بالله إن حدثتم بهذا وأنا حي (١). وسئل إذا أكلت وشبعت، ما شكر تلك النعمة؟ ] (٢) قال: أن تصلي حتى لا يبقى في جوفك منه شيء (٣).

وثقه النسائي (٤) وغيره، وأثنى عليه أحمد (٥).

(ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة) بن الزبير -رضي الله عنه- (قال: جلس أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى جنب حجرة) أي: بيت (عائشة رضي الله عنها وهي تصلي فجعل) أبو هريرة يحدث و (يقول: اسمعي يا ربة) بفتح الراء، أي: صاحبة (الحجرة) وهي البيت، يريد به عائشة، وكان ذلك ليسمعها ما يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، إما ليذكرها بما تعرفه أو يفيدها ما لم تسمعه؛ فقد كان أبو هريرة يحضر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مواطن لم تكن تحضرها عائشة، بل


(١) رواها المزي في "التهذيب" ٢٦/ ٥٠٢.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (م).
(٣) انظر: "سير أعلام النبلاء" ١٢/ ٢١٣.
(٤) روى ذلك عنه الخطيب في "تاريخه" ٣/ ٢٥٠.
(٥) انظر ترجمته في "جامع علوم الإمام أحمد" من تصنيفنا بدار الفلاح ١٩/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>