للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حنبل (١) وغيره (عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تسمعون) بفتح التاء وسكون السين (ويسمع) بضم أوله وفتح ثالثه مبني للمجهول (منكم) يشبه أن يكون خبرًا في معنى الأمر، أي: لتسمعوا مني الحديث وتبلغوه عني، وليسمعه من بعدي منكم، وهذا نحو قوله - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: "تصدق رجل بديناره ودرهمه" (٢) أي: ليتصدق، جمع عليه ثيابه (٣). أي: ليجمع. وقوله - عَلَيْهِ السَّلَامُ - في دعاء المسافر إذا أسحر (٤): "سمع سامع" (٥) أي: ليسمع سامع وليبلغ، ويجوز أن يقرأ (تسمِّعون) بتشديد الميم أي: تبلغون ما سمعتم مني، كما روي في "سمع سامع" أن (سمَّع) بفتح السين، والميم المشددة.

قال القاضي: معناه: بلغ مني من سمع قولي (٦). وكلا الحديثين فيهما دليل على نشر العلم وإظهاره وتبليغه لمن لم يسمعه ولا علمه (ويُسمَع) بضم أوله، وفتح ثالثه مخففا مبني للمجهول (ممن يسمع) بفتح أوله، وسكون ثانيه أي: ويسمع الغير من الذي يسمع منكم حديثي، وكذا من بعدهم يسمع منهم، وهلم جرا؛ ليشتهر العلم ويظهر لمن يسمعه ويعمل به، ومن هذا المعنى: "ليبلغ الشاهد منكم الغائب" (٧) والحديث الذي


(١) انظر: "مسائل صالح" (١٣٤٩)، "الجامع لعلوم الإمام أحمد" ١٧/ ٥٢٣.
(٢) رواه مسلم (١٠١٧) من حديث جرير بن عبد الله.
(٣) رواه البخاري (٣٦٥) عن عمر.
(٤) ساقطة من (م).
(٥) سيأتي برقم (٥٠٨٦) من حديث أبي هريرة.
(٦) "إكمال المعلم" ٨/ ٢١٤.
(٧) رواه البخاري (٦٧)، ومسلم (١٦٧٩/ ٣٠) من حديث أبي بكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>