للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المهملتين (الجنة) والعرف هو الريح الطيبة، وقال الفارسي: يستعمل العرف غالبا في الريح الطيبة، ونادرا في غير الطيبة (يوم القيامة، يعني: ريحها) الطيب، وإن ريحها ليشم من مائة عام.

وروى عبد الرزاق في كتابه موقوفًا عن ابن عباس، وفيه: كيف بكم إذا قلَّت فقهاؤكم، وكثرت قراؤكم، وتفقه لغير الدين، والتمست الدنيا بعمل الآخرة (١).

وروى الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تعلم علمًا لغير الله، أو أراد به غير الله؛ فليتبوأ مقعده من النار" (٢). وهذا الحديث معناه التهديد والزجر عن طلب الدنيا بعمل الآخرة، وفيه دلالة أن هذا الشخص لا يجد رائحة الجنة في يوم القيامة فقط ويجد ريحها في غير يومه، وطالب العلم لله يجد رائحة الجنة؛ ليقوى بها قلبه وبدنه فيسلي همومه وأشجانه ويسر بذلك، ومن تعلمه لله وللدنيا كان بمعزل عن هذا الوعيد، وتنكير (عرضا) يتناول جميع الأعراض قليلها وكثيرها من الجاه، والمال، والرفعة.


(١) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٣٥٩ (٢٠٧٤٢) عن عبد الله بن مسعود ولم أجده فيه عن ابن عباس.
(٢) "سنن الترمذي" (٢٦٥٥) وقال الترمذي: حسن غريب. "سنن ابن ماجه" (٢٥٨)، وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (٥٠١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>