للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليستتر) عن رؤية الناظر إليهم (ببعض) حتى لا يرى حالهم (من) كثرة (العري) لشدة فقرهم (وقارئ يقرأ علينا) من كتاب الله ونحن نسمع في المسجد.

(إذ جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام علينا) أي: وقف على رؤوسنا (فلما قام) أي: وقف (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) عند رؤوسنا (سكت القارئ) عن القراءة استحياء من النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعظيما له، وليسمع كلامه، وربما ظن أنَّه جاء لحاجة عندهم (فسلم) علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتكلم (ثمَّ قال: ما كنتم تصنعون؟ ) فيه أن الصناعة لا تختص بعمل اليد، بل تطلق على القول أيضًا والقراءة والاستماع ونحو ذلك (قلنا: يا رسول الله، كان قارئ لنا يقرأ علينا فكنا نستمع إلى كتاب الله) قد يؤخذ منه أن قراءة قارئ على الجماعة والباقون يسمعون أفضل من قراءة الكل جماعة، ولعله كان يقرأ وهم لا يقرؤون، أو يكون أكثرهم حفظا، وأحسنهم صوتا، وأعذبهم لفظا ونغمة، فكانت قراءته واستماعهم أولى.

(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) عند ذلك [(الحمد لله الذي جعل من أمتي) وفي رواية لغير المصنف: "الذي جعل في أمتي"] (١) (من أمرت أن أصبر نفسي معهم) هذا الذي أمر به هو قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} أي: احبسها لتثبت جالسة {مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (٢) قال قتادة: هذِه الآية نزلت في أصحاب الصفة، كانوا


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (م)، والرواية أخرجها أبو يعلى ٢/ ٣٨٢ (١١٥١)، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٤٢.
(٢) الكهف: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>