للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجاهلية فغمز عكنة ابنته، وسب أبويه، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخَمَّار كثيرًا من ماله، فلما أفاق أُخبر بذلك، حرَّمها على نفسه وأنشد فيها شعرًا في ذمها (١).

({وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}) بربح التجارة، فإنهم كانوا يجلبونها من الشام برخص فيبيعونها في الحجاز بربح، وكانوا لا يرون المماكسة فيها، فيشتري طالب الخمر الخمر بالثمن الغالي. هذا أصح ما قيل في منافع الخمر، ومنافع الميسر مصير المال وغيره إلى الإنسان بغير كد ولا تعب، فكانوا يشترون الجَزور (٢) ويضربون بسهامهم، فمن خرج سهمه (٣) أخذ نصيبه من اللحم، ولا يكون عليه شيء من الثمن. وقيل: منفعته التوسعة على المحاويج؛ فإن من قمر منهم كان لا يأكل من الجزور ويفرقه على المحتاجين (٤).

(قال: فدعي) بضم الدال وكسر العين (عمر) بن الخطّاب (فقرئت عليه) آية البقرة (فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاءً) بالتنوين


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" ص ٧٠، والبيهقيُّ في "شعب الإيمان" ٥/ ١٤، وانظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٣٦، "الاستيعاب" لابن عبد البر ٣/ ٣٥٤. وقد أورد ابن عبد البر شعره، فقال: وقال فيها أشعارًا - أي في الخمر - منها قوله:
رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحًا ... ولا أشفى بها أبدًا سقيما
ولا أُعطي بها ثمنًا حياتي ... ولا أدعو لها أبدًا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما
(٢) ساقطة من (م)، (ل).
(٣) ساقطة من (م)، (ل).
(٤) هذا بعينه كلام القرطبي في "تفسيره" ٣/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>