للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإيجاب، وغايته أن يكون من باب الندب، وجعله كثير من الأصوليين قسمًا منفردًا بنفسه عن الوجوب والندب.

وفهم من إعلام النبوة أن اللَّه لم يعط الشيطان قوة على فتح الباب المغلق إذا ذكر اسم اللَّه عليه، وإن كان قد أعطاه ما هو أكثر من ذلك، ولهذا قال: (واذكر اسم اللَّه) تعالى عند إغلاق الباب (فإن الشيطان لا) يقدر أن (يفتح بابًا مغلقًا) بذكر (١) اسم اللَّه تعالى، فاسم اللَّه تعالى هو الغلق الحقيقي الذي هو سبب لعجز الشيطان عن فتحه.

(واطفِ) بهمزة وصل (مصباحك) وهو السراج عند النوم، وهذا خاص، وأعم منه رواية مسلم وغيره (٢): "ولا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون" (٣) فإن هذا عام يدخل فيه السراج وغيره، وستأتي العلة في ذلك في الرواية بعده أن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم، وأما القناديل المعلقة في المساجد ونحوها فإن خيف حريق بسببها دخلت في الأمر بالإطفاء، وإن أمن ذلك كما هو الغالب فالظاهر أنه مباح؛ لانتفاء العلة؛ لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- علل الأمر بالإطفاء لأجل الفويسقة، فإذا انتفت العلة زال المانع.

(واذكر اسم اللَّه) بعد الإطفاء تبركًا باسم اللَّه (وخَمِّر) بتشديد الميم المكسورة (إِناءك) بكسر أوله ومده بعد النون، أي: غطه بشيء، من


(١) في الأصول: ذكر، والمثبت مناسب للسياق.
(٢) ساقطة من (م).
(٣) البخاري (٦٢٩٣)، مسلم (٢٠١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>