أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر بن رضوان الحريري شهاب الدين الدمشقي المعروف بالسلاوي، ولد سنة ثمان وثلاثين أو نحوها، وكان أبوه يتعانى التجارة في الحرير، فتزوج امرأة من ذرية الشيخ محمّد بن عمر السلاوي فولد له أحمد ومات عن قرب فتربى يتيماً، ثم اشتغل وتفقه على علاء الدين ابن حجي والتقى الفارق، وسمع الحديث بنفسه فأخذ عن جده محمّد بن عمر السلاوي وتقي الدين بن رافع وابن كثير، ثم أخذ في قراءة المواعيد، وقرأ الصحيح مراراً على عدة مشايخ وعلى العامة، وكان صوته حسناً وقراءته جيدة؛ وولي قضاء بعلبك سنة ثمانين ودرس وأفتى ثم ولي قضاء المدينة بعد سنة تسعين، ثم تنقل في ولاية القضاء بصفد وغزة والقدس وغيرها، وكان كثير العيال، وقد سمعت بقراءته صحيح البخاري إلا ما فاتني منه بمكة المشرفة على العفيف النشاوري سنة٨٥. واجتمعت به بعد ذلك وكانت بيننا مودة ومات في صفر، وهو آخر من بقي من فقهاء الشافعية وأكبرهم سناً، وذكر ابن حجي أنه قرأ على الحافظين ابن رافع وابن كثير.
أحمد بن محمّد الدهان رئيس المؤذنين بالجامع الأموي، كان شجي الصوت، عارفاً بالميقات، وقد عمر حتى صار أقدم المؤذنين عهداً وأعرفهم وأشجاهم صوتاً، عاش أربعاً وثمانين سنة، وقد دخل بلاد العجم تاجراً وأقام هناك مدة، وكان عنده خبرة بالأمور، ومات في ذي القعدة.
أبو بكر بن محمّد بن تبع الدمشقي الصالحي، ولد في المحرم سنة أربع وخمسين، واشتغل قليلاً، وكان خيراً يقرأ في المصحف بعد الصلاة بجامع دمشق وعلى قراءته أنس، وكان يحيي في رمضان بجامع الحنابلة فيقصد لسماع قراءته لطيبها مات في المحرم عن تسع وخمسين سنة.