للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناصر بإزالتهم توطيد مملكته فانعكس الأَمر، وكان قتْلُهم في الحقيقة من أَعظم الأَسباب في توطيد مُلْك الملِك المؤيّد، فسبحان مَن بيده المُلك.

وفيها قُتل الأَمير تمراز النَّاصري الذي ولى نيابة السلطنة بالقاهرة، قُتل بالإسكندرية وكان لا بأْس به، وكان من خواصّ برقوق وأُمِّر أربعين في زمانه، ثم أُمِّر تقدمةً في سنة اثنتين وثمانمائة، ثمّ ناب في الغيبة في فتنة اللنك، ثم وَليّ نيابة السلطنة في سنة تسعٍ وثمانمائة، وناب في الغيبة [مرة أُخرى] في سنة اثنتي عشرة، ثم قُبض عليه في أَول هذه السنة وسُجن بدمياط ثم بالإسكندرية، ثم قُتل في عيد الأَضحى. وكان يحب الحكماءَ ويكرمهم ويعتقد في الصّالحين، وكان تركيا خالصًا حسن الصورة.

وقُتِل خايربك وكان قد ناب في غزَّة وأُعطى تقدمة، وقُتل الأَمير يشبك الموساوى وكان أُعْطِىَ تقدمةً ثم ولى نيابة طرابلس ثم كان نائب غزة مدة طويلة.

قال العينتابي: "ظلم أَهلها ظلمًا كثيرًا فاحشًا، وكان أَفقم سيِّيء المعتقد ردئ المذهب متجاهرًا باللواط، قُتِل بالإسكندرية أَيضا".

و [قُتل] الأَمير قزدمر الحسنى: كان قد أُعْطِيّ تقدمةً وتولى خزندارًا كبيرًا "ولم يكن به بأس". قاله العينتابي.

وقُتل قنباى وأقبغا القديدى المعروف بدويدار يشبك، كان مقدّما عند يشبك ثم استقر عند الناصر دويدارًا صغيرًا وأمره عشرة، وكانت له وجاهة ومعرفة ويقتدى برأْيه في كثير من الأُمور. قال العينتابي: "كان يدّعى الحكمة ووفور العقل مع خبثٍ ومكرٍ وحبٍّ لجمع المال، ولم يشتهر عنه خير، وحصّل في أيام يشبك مالًا جما، ثم لم يزل في ازديادٍ إلى أَن مات في ليلة الخميس ثالث عشر شوال وخلَّف شيئًا كثيرًا جدا تموّل بعدهُ منه جماعة، واستولى السلطان على غالبه".

* * *