للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قطلوبغا] الكركى ولم يتَّفق أنَّنى اجتمعْتُ به في منزله لا بدمشق ولا بالقاهرة، وكنتُ بدمشق سنة اثنتين وثمانمائة وهو قاضيها فلم أجتمع به وما كنتُ حينئذٍ أُدْمِنُ الاجتماع بأحدٍ من الرؤساء، ولكنّنى اجتمعْتُ به في مجلس الحديث في بيْتِ قطلوبغا الكركى ومرةً أخرى في بيْت يلبغا السالمي، وكان يقول: "أنا قاضٍ كريمٌ، والبُلقينى قاضٍ عالم" عفا الله عنه. مات في رجب ولم يُكْمِل السبعين.

٣٢ - محمّد بن محمّد بن محمّد بن مُسَلَّم بن عليّ بن أبى الجود، ناصر الدين بن الغرابيلي الكركي (١)، وُلد بها (٢) سنة ٥٣، وكان أبوه من أعيانها فنشأَ في نعمة واشْتغَل بالعِلم والآداب وصاهَر العماد الكركي على ابنته، وسكن القاهرة سنين، ثم ولي نيابة قلعة الكرك، ولمَّا عُزِل سكن القدس إلى أن مات في شعبان (٣) وكان فاضلًا يرجع إلى دين، وأنجب ولده الحافظ تاج الدين الغرابيلي الذي مات في سنة. خمس وثلاثين.

٣٣ - موسى بن أحمد بن موسى الرّمثاوى (٤) ثم الدمشقى الشافعي، شهابُ الدين،


(١) أمام هذه الترجمة في هامش هـ بخط البقاعي، ورد التعليق التالي وبعض كلماته مطموسة: "قرأت بخط ولده تاج الدين أبي الجود السالمي الكركي: حفظ القرآن وصحب البرهان الصوفى بالكرك وأخذ عنه التصوف، وتوجه إلى مصر صحبة صهره القاضي عماد الدين فقرأ على العلامة. . . . . . . . . . . . . أصول ابن الحاجب، وبحث في دروس صهره ومدح وأثنى على ذكائه وحسن إشكاله، ولم يزل مقيما بالقاهرة إلى حدود سنة خمس وثماني مائة أو ست فتوجه على نيابة القلعة بالكرك فأقام بها مدة، ثم توجه إلى الديار المصرية من قبل نائبها شاهين السلارى فوجد جمال الدين الأستادار فأقبل عليه إقبالا كليا وأتحفه بالإقطاع المليح ببلاد غزة والخليل والقدس، وعينه على تجديد سماط الخليل لما انقطع، وبعد ذلك عرض عليه نظر الجيوش فأبى وامتنع وصم لما رأى من سرور أهل بلد الخليل، ثم بعد ذلك انقطع ببيت المقدس على تلاوة القرآن وانجماع عن الناس إلى أن توفى ليلة الجمعة سابع عشر رجب سنة ست عشرة وثمانى مائة، وحمل إلى ما ملا فدفن بها على قارعة الطريق في خشخاشة حفرها قبل موته نقرأ في حجر؛ وربما كان يختم القرآن بها في حياته ولم يغطها حتى دفن فيها. ". أما ولده تاج الدين الذي يشير إليه البقاعي فهو محمد أيضًا المولود بالقاهرة سنة ٧٩٦، ثم انتقل به أبوه إلى الكرك ثم تحول به إلى القدس سنة ٨٢٧، وأخذ نفسه بعلم الحديث، كما اتصل بابن حجر في هذا الفن، وكانت وفاته سنة ٨٣٥.
(٢) أي ولد بالكرك.
(٣) بعد أن أشار السخاوى في الضوء اللامع ١٠/ ٧ إلى موته في شعبان - نقلا عن إنباء الغمر - قال "يقال إنه مات في رجب وهو المكتوب على عمود قبره".
(٤) في ز "الرشاوى"، وقد أثبتنا ما بالمتن بعد مراجعة الضوء اللامع ١٠/ ٧٥٧، وشذرات الذهب ٧/ ١٢٣، وكذلك نسخة هـ من الإنباء، راجع ترجمة الرمثاوى هذا في النعيمي؛ الدارس في تاريخ المدارس ١/ ١٥٥ - ١٥٦.