للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني من ربيع الأَول ركب السلطان ومعه الأُمراءُ وغيرهم إِلى حيث العمل في حفر البحر ونزل في خيمةٍ نُصِبَتْ له، ونودى بخروج الناس إِلى الحفر فخرجت جميع الطوائف وغُلِّقَت الأَسواق، وعَمل فيه حتى الأُمراء وأَربابُ الدولة والتجارُ واستمرّ العمل، ثم دخل الناس في العمل حتى الصوفية الذين بالظاهرية بين القصرين فإِنهم توجّهوا لتوجّه ناظرهم أَمير آخور ثم أُعفوا من العمل، ثم صار يخرج إِليه كل يوم أمير كبير ومعه طوائف لا تُحصى، وتكرر النِّداءُ في القاهرة بالخروج إِلى العمل، واستمر [الحفر] طول هذا الشهر فما أَفاد شيئًا بعد طول العناء.

وفى صفر قُبض على شاهين الأَيدكارى بحلب وسُجن بالقلعة، ومات سنقر الرومى بسجن الإسكندرية.

وفيه سأَل حسين بن بشارة أَن يستقرّ في مشيخة العشير ويَحمل ثلاثين أَلف دينار فأُجيب إِلى ذلك، وأُرسلت إِليه خلعةٌ مع يشبك الخاصكي فأَعطاه ثلاثة عشر [أَلف دينار] وأُحيل عليه أَرغون شاه أُستادار الشام بالباقي، فبلغ. ذلك أَخاه محمدًا فغضب واقتتلا، فانكسر محمد وانهزم إلى جهة العراق.

وفي المحرّم تسلَّم محمد بن رمضان مدينة طرسوس عنوةً بعد أَن حاصرها سبعة أَشهر وسبي أَهلها وخطب فيها للمؤيّد، وأَرسل إِلى نائب حلب فأَعلمه بذلك.

وفيه أَرسل حسين بن نعير ملك العرب يسأَل قرايلك أَن يشفع له إِلى السلطان وإِرسال قَوْده (١) وكتابه، فأُجيب إِلى ذلك.

* * *

وفي هذه الأيام حارب كرشجي (٢) بن أَبي يزيد بن عثمان بن محمد بن فرمان صاحب قونية، فانكسر محمد وانتزعت منه بلاده سوى قونية.


(١) أمامها في هـ: "أي تقدمته".
(٢) في هـ "كراشي".