للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صفر (١) - وذلك في تاسع (٢) بشنس في وسط الربيع - حدث بمصر برق ورعد هائل لم يُعهد مثله في هذا الزمان وأَعقبه مطر كثيرٌ جدا بحيث سالت الأَودية سيلًا كثيرًا تغيّر منه ماءُ النيل.

وفى ربيع الأَول عُزل حسن بن عجلان عن إِمرة مكة وقُرَّر ابن أَخيه رميثة بن محمد بن عجلان، فبلغ ذلك ابن عجلان فصادر التجارَ المقيمين بمكة وأَخذَ منهم أَموالًا عظيمة.

وفيه في أَوائل ربيع الأَول أَنكر المؤيّد على القضاة كثرةَ النوّاب فخففوا منهم كثيرًا، فاستقرّ للحنفى ستّة، وللشافعيِّ أَربعة عشر بشرط أَن لا يرتشوا.

وفيه قُبض على آق بلاط نائبِ عينتاب، وعلى شاهين الزردكاش وسُجنا بقلعة حلب.

وفيه استقرّ محيى الدين المدني الموقع في كتابة السرّ بدمشق، وكان أَقام بالقاهرة مُدةً طويلة وباشر التوقيع بها، ثم نُقل في هذا الشهر إلى دمشق.

وفيه أَمر السلطان أُستاداره ووزيره وناظر خواصّه بمصادرة المباشرين فصودروا على خمسين أَلف دينار، فقُرِّرَت (٣) عليهم على مراتبهم وشرعوا في جبايتها.

* * *

وفيه ابتُدئ بعمارة المدرسة المؤيّدية داخل باب زويلة، وسببهُ أَن المؤيّد كان حُبس في خزانة شمائل في أَيام فتنة منطاش، فنَذَر لئن اللهُ نجّاه ومَلَّكَه القاهرة أَن يبني مكانها جامعًا يُقام فيه ذِكرُ الله فابتدأَ بالوفاءِ بِنَذره، فأَوّل شيء بدئ به أخْذُ القيسارية المعروفة بستقر الأَشقر مقابل سوق الفاضل، فنزل التاج الوالى وجماعةٌ من أَرباب الدولة وابتدي بالهدْم فيها وما بجوارها وانتقل السكان بها، فلما كان في الرابع من


(١) هذا الخبر وارد في هـ بعد الخبر التالي.
(٢) إذا أخذنا بجدول السنوات الهجرية والقبطية والجريجورية الوارد في التوفيقات الإلهامية، ص ٤٠٩ كان تاسع بشنس ١١٣١ يعادل الثالث والعشرين من صفر ويطابقه الرابع من مايو سنة ١٤١٥.
(٣) في ز "فوزعت".